تنبه الدكتورة النفسية التشيكية لينكا تشيرنا الى أن هذا الأمر يمكن له أن يعكر الحياة الزوجية لان الإدمان العاطفي يشبه من حيث مجراه وشدته الإدمان على الدخان والكحول أو المخدرات لأنه يحد من حرية الشخص ويقيده ويؤثر سلبيا على حياته أما أسباب نشوء الإدمان العاطفي فعديدة غير ان جذورها تكمن في طريقة التعاطي الاحساسي بين الطرفين .
وتؤكد بان النساء يلحقن بسرعة جدا بزملائهن في مجال العمل حيث يحققن النجاح والاكتفاء الذاتي غير أنهن يتخلفن عن الرجال في مسألة أساسية وهي طريقة التعاطي مع العواطف . وتضيف أن هذه المسالة تجعل منهن شخصيات منقسمة على نفسها فأمام الناس وفي المجتمع يظهرن مبتسمات وسعيدات ولذلك يحظين بالتقدير والاعتراف بدورهن غير أنهن بعد إغلاق باب منزلهن من الداخل يصبحن حساسات وغيورات ومشككات .
وعلى خلاف الوضع أمام الناس حيث يحكمن على الأمور بمنطق وعقلانية فإنهن في التواصل مع الشريك الحياتي لا يسيطرن على الوضع ويتكلمن في أغلب الأحيان بلغة العواطف بشكل قوي. وبالترافق مع التفكير المتبدل يتم التصرف أيضا بشكل متغير ففي الوقت الذي تكون فيه المرأة بين زملائها وأصدقائها امرأة مرحة ضاحكة وواثقة من نفسها تكون في الحياة الشخصية لها في المنزل امرأة باكية وشخصية تابعه عاطفيا .
وتظهر علائم التبعية أو الإدمان العاطفي من خلال أشكال مختلفة ولكن دائما ترتبط المسألة بقلة وجود الاهتمامات الشخصية وعدم الثقة بالشريك الحياتي انطلاقا من عدم الثقة بالنفس والخوف من أن يجد الرجل امرأة أخرى .
وتشير تشيرنا الى ان مثل هذا النوع من النساء يراقبن عادة أزواجهن ويحرصن على التصنت على مكالماتهم أو البحث في دفاتر هواتفهم وبرامج أعمالهم ومع من يلتقون ويقابلون كما يحاولن التلاعب برجالهن وابتزازهم عاطفيا غير أن المشكلة هنا تكمن في أن جميع هذه الإجراءات تسعى إلى أمر واحد وهو الرغبة بالعثور على الضمان الحياتي بأنهن أصبحن الاهتمام الحياتي الرئيسي لرجالهن وأنهن عمليا يردن احتكارهم لأنفسهن .
وتضيف بان المرأة المدمنة عاطفيا تقوم في الحالات الأفضل بالشك بشريكها وبدلا من الاهتمام بهواياتها واهتماماتها تقوم بشكل عبودي بمشاركة زوجها اهتماماته رغم أنها تكون مختلفة تماما عن رغباتها وأمنياتها .
ترى تشيرنا ان المظهر الأساسي للإدمان على الآخر يكمن في عدم الرضى من الحياة الخاصة وبالتالي البحث عن حل لذلك من خلال تحويل الرجل إلى المحتوى الحياتي الرئيسي لها . وتضيف اعرف من خلال تجربتي الطبية في العيادة العديد من الحالات التي ادى فيها هذا الإدمان الى افتراق الكثير من الأزواج لان الرجال يتوقفون عن تحمل الشكوك المستمرة بهم والاتهامات الموجه إليهم ومحاسبتهم وهجمات الغيرة التي تشن عليهم .
وتنبه الطبيبة الى إن اغلب النساء من هذا النوع يتخلين خلال الحياة الزوجية عن صديقاتهن وأصدقائهن ويتوقفن عن ممارسة هواياتهن وبدلا من ذلك يقبلن أصدقاء وهوايات أزواجهن الأمر الذي يحدث في أغلب الأحيان بشكل عفوي وتدريجي غير أن هذا الأمر يمكن أن ينتهي بتعقيد كبير لان الرجل يصبح في هذه الحالة موضع متابعة مكثفة من قبل زوجته وشريكته الحياتية وبالتالي يتعمق الإدمان العاطفي الذي يخلق إشكالات لاحقا .
وتضيف بان المشكلة تصبح كبيرة الطابع عندما يقرر الرجل التوقف عن تحمل هذه المعاناة وترك الحياة المشتركة لأنه في مثل هذا الوضع تشعر المرأة بنوع من فقدان الأمل ولهذا تعمد إلى الابتزاز العاطفي بمختلف أشكاله وتصبح وحيدة بحزنها ويأسها لأنها في تلك الحالات لا تجد أصدقاء لها بعد أن ابتعدت عنهم أثناء الحياة الزوجية .
تطوير الاهتمامات وتنويع الصداقات
تؤكد الطبيبة بأنه توجد الكثير من الطرق التي تجعل المرأة تتجنب نشوء حالة الإدمان العاطفي أما الأساس اللازم لذلك فهو توفر الاهتمامات والهوايات لديها فالشكل الأكثر ظهورا للإدمان العاطفي هو فقدان ما يسد وقت الفراغ وقلة الأصدقاء وبالتالي فإذا أرادات المرأة أن لا تصبح مدمنة عاطفيا يتوجب عليها أن تطور اهتماماتها وهواياتها وان تجد دائما الوقت الكافي لنفسها لتحقيق ذلك كما يتوجب عليها على الدوام أن لا تتخلى عن معارفها وصديقاتها بل على العكس من ذلك يتوجب عليها أن تشارك في مختلف الفعاليات والنشاطات التي كانت تحبها في الماضي أي قبل زواجها .
وتنصح الطبيبة النساء بالتردد إلى مختلف الدورات التي لا تؤمن لها فقط سد الفراغ بشكل مفيد إنما تمنحها الفرصة لعقد صداقات وكسب معارف جدد الأمر الذي يساعدها في تطوير ذاتها ومعارفها وبالتالي يحسن ثقتها بالنفس.
مع تحيات منتديات احلى عالم