أكدت أحدث الدراسات أن مخاطر العيش في وحدة تتجاوز أضرار التدخين والبدانة، حيث أن العزلة الاجتماعية تعادل في أضرارها الجسمية تدخين خمسة عشر سيجارة في اليوم وضعف اضرار البدانة وحتى الإدمان على الكحول.
وأوضحت الأبحاث أن التدخين عادة مدمرة وضارة تهدد صحة الإنسان، إلا أن الأبحاث الطبية الحديثة تشير إلى أن الوحدة خاصة بين كبار السن وعدم مشاركة الآخرين لاحاسيسهم ومشكلاتهم تلقى بأعبائها الثقيلة على صحة الإنسان أكثر من التدخين.
وكشف فريق من الباحثين البريطانيين أن العيش وحيداً خاصةً مع التقدم في العمر قد تؤدي إلى الوفاة بصورة مأساوية وأسرع من المدخنين الذين يتمتعون بالدفء العائلي أو المتزوجين.
وشدد الباحثون على أن التمتع بمشاركة المشاكل والهموم مع الآخرين يزيل الكثير من على كاهل الإنسان، إلا أن الوحدة في هذه الحالات قد تشكل عبئاً خطيراً على صحته يسهم بصورة كبيرة في الوفاة المبكرة، طبقاً لما ورد بوكالة "أنباء الشرق الأوسط".
وتشير الأبحاث إلى أن الوحدة تؤثر بشكل سلبي على العمر الافتراضي للإنسان وتؤدي إلى وفاته مبكراً بنحو عشرة أعوام.
وقد نقل راديو لندن عن الدراسة قولها إن وجود العائلة والأصدقاء والجيران في حياة الشخص مع ما يوفرونه من دعم يزيد بنسبة 50% من احتمال التمتع بحياة طويلة وصحية مؤكدة الدراسة أن الإنسان كائن اجتماعي لا يقدر على الحياة من دون الآخرين.
وتدعو الدراسة التي أجريت في جامعة "بريجهام يونج" بولاية يوتا الأمريكية إلى فتح قنوات التواصل الاجتماعي مع الاخرين، مشيرة إلى أنه يزيد بنسبة كبيرة من احتمال التمتع بحياة طويلة وصحية.
وأشار القائمون على الدراسة إلى أن الشخص عندما يشعر بانه مرتبط مع جماعة تشاركه لحظات حياته فرحاً وحزناً فهذا يولد داخله احساساً كبيراً بمسئولية اتجاه الاخرين فيبادرهم المشاعر وهذا له تأثيره الإيجابي الكبير على الإنسان.
وأوضحت الدراسة التي شملت أكثر من 300 ألف شخص أن العلاقات مع الآخرين سلبية أم إيجابية ضرورية وإن كان للعلاقات الدافئة آثر إيجابي أكثر من غيرها، مشيرة الدراسة إلى أن هذه الدراسة لا تقتصر على المتقدمين في السن بل تتجاوز الأعمار كلها.
ويوصي القائمون على هذه الدراسة الأشخاص الوحيدين بالارتباط فهو قد يكون بلسم شافياً من الوحدة ويستندون في ذلك إلى دراسات سابقة أظهرت أن غير المتزوجين كانوا أكثر عرضة للموت المبكر كما أوصى الباحثون السعي لكسب الأصدقاء.
الوحدة مرض "معد"
أظهرت دراسة جديدة أن الوحدة قد تكون معدية، إذ يمكن للشخص الذي يعاني من الوحدة أن ينقلها إلى أصدقائه وجيرانه وغيرهم، مؤكدة أن الوحدة قد تنتقل من شخص إلى آخر.
وأشارت الدراسة التي أجراها الطبيب النفسي جون كاسيوبو من جامعة شيكاجو والبروفيسور نيكولا شريستاكيس من جامعة هارفرد، إلى أن العلاقة مع شخص يعاني من الوحدة يزيد من احتمال معاناة الآخر من الشعور بالوحدة أيضاً.
وأوضحت الدراسة أن العدوى أقوى من الشخص الذي يعاني من الوحدة إلى صديقه ثم إلى جاره غير أنها تنخفض بين الأزواج والأخوة، كما تنتقل بشكل أقوى من النساء إلى الرجال.
وأكد كاسيوبو أن الأشخاص الذين يعانون من الوحدة يتصرفون بطرق سلبية مع الأشخاص الذين يتفاعلون معهم، ما قد يساهم في نقل ذلك السلوك.
مع تحيات منتديات احلى عالم