ahmadhamad المدير
عدد المساهمات : 813 نقاط : 11867 تاريخ التسجيل : 13/06/2010 الموقع : فلسطين العمل/الترفيه : تطوير الموقع المزاج : رائع جداً
| موضوع: موقع فلسطين كمركز للصراع الحضاري في المنطقة بين حضارة الرومان واليونان والحضارة العربية الاسلامية الثلاثاء سبتمبر 27, 2011 2:25 am | |
| موقع فلسطين كمركز للصراع الحضاري في المنطقة بين حضارة الرومان واليونان والحضارة العربية الاسلامية نكاد لانفهم تاريخ فلسطين جيدا الا بعد ان نتعرف على موقعها الجغرافي وحالتها الطبيعية فلسطين اقليم صغير يقع في المنطقة الشمالية بين بحرين كبيرين رملي في شرقها ومائي في غربها وهي الجسر البري بين القارات الثلاثة الاسيوية و الافريقية و الاوروبية وطريق عمومي لسكان وادي النيل ودجلة مهدي مدينة العالم القديم بل خط اتصال بينهما وبسبب ها الموقع الجغرافي ولكثرة اتصاله بالتاريخ السياسي والروحي للعالم تعرضت هذه البقعة من الارض لغزوات كثيرة سلمية وغير سلمية وهي محطة بين الشرق والغرب تتنازع عليها الامم القديمة والحديثة كي تسيطر على طرق التجارة وكانت وما تزال ساحة حرب وميدان قتال الدول القديمة و الحكومات الحديثة .كانت فلسطين واقعة في منطقة النزاع الشديد بين البطالمة و السلوقيين و قد شدد البطالمة في عهد بطليموس الرابع في اخر القرن الثالث ق.م على نشر المدينة اليونانية بين اليهود كما ان السلوقيين لما حكموا لم يقلوا عن البطالمة تعصبا ليونانيتهم فاستمروا في سياسة التشديد على اليهود .قسمت فلسطين في عهد السلوقيين ثلاثة الوية :لواء الجليل ولواء السامرة و لواء القدس اما عكا فكان لها نوع من الاستقلال والحق في سك النقود وكان هم اليونان الاكبر في نشر حضارتهم يرتكز على بناء المدن الجديدة و ترميم المدن القديمة و انشاء المدارس وبناء المسارح والمعابد و الملاعب والساحات فضلا عن نشر العادات و التقاليد وقد بنوا وجددوا مدنا فلسطينية عديدة منها يوبا(يافا) رفيا (رفح)بطوليمايس (عكا)ازوتوس (اسدود)وغيرها وتعود هذه الانجازات الكبيرة الى ما توافر لدى السكان المدن في ها العصر من اسباب الترف و الرفاهية واستتب لهم من وسائل الراحة .دام حكم اليونان الاغريق نحو ثلاثة قرون غير ان سياسة الاندماج التي سعى اليها الاسكندر لم تتحقق وخصوصا ان اليونان تركزوا في المدن اما القرى فسكانها ابتعدوا عنهم تقاليدهم و حافظوا على تراثهم وطابعهم ومن ادلة لك المحكية و المتداولة اللغة التي تكلم بها السيد المسيح وهي اللغة التي تطورت منها السريانية . وفي العهد اليوناني كان سكان فلسطين باستثناء اليونان الحكام يتالفون من الكنعانيين ومن القبائل العربية وخليط من السامريين والاراميين واليهود والفلسطينيين وكذلك مجموعات من بقايا الامم الفاتحة السابقة كالاشوريين و المصريين و البابليين و الحيثيين و الفرس.وفي العهد الروماني كانت فلسطين بعد اقتسام الامبراطورية الرومانية بين القادة الرومان من نصيب انطونيوس الذي تمكن من استعادة البلاد السورية و فلسطين من الفرس ودخل انطونيوس القدس عام 37 ق.م وعين هيرودوس بن انتيباتر ملكا على اليهود فانتقم هيرودوس لابيه وقضى على المكابيين الذين كرههم العديد من اليهود انفسهم لفساد ملوكهم .عرف عن هيرودوس انه اكثر من شاد وبنى فقد بنى المدن و القلاع و الحصون و المسارح وقد بنى من المدن الجديدة قيصرية (قيسارية )و انتيبا تريس (خربة راس العين)نسبة الى ابيه ومن الاثار التي اكتشفت في اريحا عام 1951م قصر هيرودوس الشتوي الكبير .وفي اواخر القرن الرابع الميلادي انقسمت الامبراطورية الرومانية الى امبراطوريتين غربية وشرقية و كانت فلسطين من اراضي الامبراطورية الشرقية وفي العهد الروماني الشرقي البيزنطي هذا تكرس اسم فلسطين التاريخي اداريا وسياسيا وقسمت البلاد ثلاث مناطق : فلسطين الاولى:وعاصمتها قيسارية وتضم نابلس والقدس و الخليل والسهل الساحلي حتى رفح فلسطين الثانية : وعاصمتها بيسان وتشمل الجليل وام قيس و قلعة الحصن و طبرية فلسطين الثالثة :وهي بلاد الانباط وتشمل منطقة جنوب فلسطين وبئر السبع وكانت البتراء عاصمتها وهكذا ترك هذا التقسيم لملكة الانباط والقبائل العربية وحده ادارية وجغرافية اما حيفا وعكا من الشمال فقد كانتا ضمن فينيقيا الاولى وعاصمتها الصور وكان اخر الاباطرة الرومان في فلسطين وسورية الامبراطور هرقل وقد كان قويا وقديرا فقد تمكن من استعادة القدس وفلسطين وسورية بعد ان احتلها جيش كسرى لكن قدرته لم تصمد امام الفتح االاسلامي .ومن ابرز المدن التي جدد الرومان بناءها :ايليا كابيتولينا (القدس)وفصايلس(نابلس)ويامينا(يبنا)وطيبارية(طبرية)وديسوبوليس(اللد)واليثروبوليس(بيت حانون)وقيصرية(قيسارية)وغيرها.وفي القرن الرابع للميلاد وجد في فلسطين 31مدينة و442 قرية وقد بنى الرومان المعابد والهياكل والحصون والقلاع والقصور والحمامات والاسواق والمدارس وكانت طبيعة الحياة فيها قد تاثرت بالحياة اليونانية والرومانية فانتشرت في المدن العاب المصارعة وسباق العربات والصيد وكذلك المباريات الموسيقية والتمثيليات المسرحية ومن اشهر المدن حضارة في العهد الروماني قيسارية وعسقلان وغزة.وفي الريف ازدهرت الزراعة الى حد بعيد واستقرت معظم القبائل في بيوت حجرية وقد اتجه الرومان الى بناء السدود وشق القنوات وصيانة الغابات ومن قوانينهم ان يقوم المزارع بزرع شجرة بدلا من كل شجرة يقطعها .وفي الصناعة استعمل الفلسطينيون اوراق البردي للكتابة واشتهرت البلاد بصناعة الخمور والكتان والنسيج و الصباغة والزجاج وساهمت الطرق الرومانية الشهيرة بانشاء شبكات من الطرق على درجة عالية من الصلابة والمتانة مع انشاء القلاع والخانات للمسافرين والمرابط للخيل والمحطات للبريد .وعلى صعيد اللغة لم تصبح اللاتينية لغة التخاطب بين الناس بل كانت هي اللغة الرسمية فقط مع ترجمة يونانية ترافقها ولم يتكلم بها من السكان الا السوريون الذين انضموا الى الجيش وحاربوا في المقاطعات الغربية وبقيت اللغة اليونانية في عهدهم لغة الادب و التعليم والارامية اللغة المحكية الدراجة هذا بالاضافة الى اللغات الخاصة للشعوب المتعددة فكانت العربية لغة الانباط والعبرية لغة اليهود .ويمتاز العهد الروماني بحدثين تاريخيين كان لهما اكبر الاثر في تاريخ فلسطين اولهما ولادة المسيحية على ارض فلسطين وثانيهما نهاية اليهودية على ارض فلسطين فاليهود ثاروا مرات عديدة في عهد الرومان وكثرت منازعاتهم من ناحية اخرى ومنذو 135م في عهد هادريان لم يعد لهم وجود يذكر .و شاء القدر الالهي ان تكون بيت لحم الفلسطينية الشاهد الاول على مولد السيد المسيح فقد ولد في هذه المدينة ونشا في الناصرة وهو اخر الانبياء من بني اسرائيل وجاءت تعاليمه بداية لعهد جديد مناقض كل التناقض لطبيعة عصر بني اسرائيل منذ يوشع بن نون في القرن الثاني عشر ق.م وتدميره اريحا وحرقها ومن صفحات التاريخ القديم ان بني اسرائيل ما تعاملوا مع شعب مجاور لهم الا بسلاح القتل والتنكيل والهلاك وكان هذا حقا هو السلاح الذي تستعمله ايضا الشعوب المجاورة ضدهم لكن مع فارق اساسي وهو ان نظرية قتل الاخرين وافنائهم حتى يعيش المنتصرون وحدهم لم تكن الثوابت الا عند بني اسرائيل ومن الجدير بالذكر ان اليهود كفروا برسالة السيد المسيح وعلى الرغم من الاضطهاد الذي واجهته المسيحية سواء من قبل اليهود او الاباطرة الرومان فقد انتشرت هذه الديانة في الضواحي و القرى ثم بنيت الكنائس ورفعت الصلوات في عهد الامبراطور قسطنطين الكبير وهو اول من تنصر من اباطرة الرومان اما القديسة هيلانة فقد امرت ببناء كنيسة القيامة في القدس وكنيسة المهد في بيت لحم وهكذا انتشرت المسيحية على ارض فلسطين كلها بعد ميلاد السيد المسيح بثلاثة قرون .لم يسلم اليهود من ناحيتهم بانتشار المسيحية فاغتنموا قدوم جيش كسرى ابرويز لهدم الصرح المسيحي وارسلوا رجالهم بالالاف لمساعدة الجيش الفارسي في احتلال القدس فاحتلت القدس واحرقت كنيسة القيامة ونقل الصليب المقدس الى بلاد فارس كما هدم الكثير من الكنائس والاديرة غير ان هرقل عاد الى البلاد بعد ان تغلب على الفرس في نينوي عام 627م واعاد الصليب المقدس الى القدس 628م واعيد بناء الكنائس ومنها كنيسة القيامة .ولما انتهى العهد الروماني في القرن السابع واصبحت فلسطين جزءا من الدولة العربية الاسلامية استمرت الكنائس تعمل بحرية تامة فالاسلام جاء متمما للديانات السماوية لا مناقضا لها وكان من طبيعة هذا التطور ان يهاجر اليها المزيد من العرب وان يصبح الاسلام دين الاكثرية من سكانها غير ان التعايش الحقيقي بين الاديان كان سمة العهد العربي الاسلامي.ان الفتح الاسلامي لفلسطين ما جاء في صيغة احتلال اجنبي للارض والشعب ولا صيغة الحكم والهيمنة وابتلاع المنطقة كالحكم الروماني او اليوناني انما حلقة من حلقات الهجرة العربية فالتواصل العربي ما بين الجزيرة العربية ومشارفها وما جاورها من العراق و الشام وفلسطين ومصر والسودان وحتى شمال افريقيا لاحقا لم ينقطع منذ القبائل العربية الاولى اي منذ العمالقة ويمكن القول تحديدا ان الفتح العربي الاسلامي في القرن السابع تحت راية الاسلام كان يشكل بداية للهجرة السامية الاخيرة من الجزيرة العربية الى خارجها واستمرا السكان العرب في تزايد حتى اصبحوا الاكثرية بمرور الزمن ولم يغادروا ارض فلسطين قط منذ سكنوها بل استقروا ولم يهاجروا | |
|