الرئيس محمود عباس يسلم رسميا طلب عضوية فلسطين في الأمم المتحدة

سلم الرئيس الفلسطيني محمود عباس اليوم الجمعة 23 سبتمبر، طلب عضوية كاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة لأمينها العام بان كي مون، حسبما أفاد به مسؤولون فلسطينيون ومن المنظمة الدولية.

وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة لوكالة فرنس برس "لقد قدم الرئيس طلب العضوية الكاملة لبان كي مون".

وسيتم إجراء المراجعات الرسمية لهذا الطلب بأسرع وقت ممكن في مكتب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون على أن ينقل الطلب بعد ذلك إلى رئيسي مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة للتصويت عليه.

وقد تعرض عباس مؤخراً لضغوطات من طرف الولايات المتحدة الأمريكية بغرض التراجع عن التوجه إلى المجلس لتقديم طلب العضوية على حد قوله، فيما فرضت الشرطة الإسرائيلية تدابير أمنية مكثفة تزامنا مع هذا الحدث.

ورغم حصول فلسطين على اعتراف رسمي من 131 دولة من إجمالي الدول الـ193 الأعضاء في الأمم المتحدة، إلا أن استخدام دولة واحدة من الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن حق الفيتو، كفيل برفض الطلب الفلسطيني.

وفي السياق ذاته، حذر الرئيس الأمريكي باراك أوباما من أن الولايات المتحدة ستستخدم حق الاعتراض (الفيتو) لمنع إعلان مجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة قيام دولة فلسطينية.

وقال اوباما، الذي يؤيد تمسك إسرائيل بضرورة استئناف الجانبين للمفاوضات- انه "لا يوجد طريق مختصر" لتحقيق السلام في الشرق الأوسط.

وانتقدت إسرائيل خطوة الرئيس محمود عباس بطلبه رسميا انضمام دولة فلسطين إلى الأمم المتحدة، وقال جيدي شمرلينغ الناطق باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي "نأسف لهذا التحرك"، مضيفا "نعتقد أن الطريق الوحيد للوصول إلى سلام حقيقي هو طريق المفاوضات وليس التحركات الأحادية".

وقد سلم عباس طلبا تاريخيا بانضمام دولة فلسطين كعضو كامل إلى الأمم المتحدة رغم الضغوط المكثفة لثنيه عن ذلك.

محمود عباس: دقت ساعة الربيع الفلسطيني ومن لديه ذرة ضمير لن يرفض عضويتنا

شدد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في خطاب ألقاه أمام مساء اليوم، أبعد أن تقدم إلى الأمين العام للأمم المتحدة بطلب رسمي لانضمام فلسطين كدولة كاملة العضوية إلى الأمم المتحدة"، على حق الشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة، مؤكدا في الوقت نفسه على مواصلة شعبه للمقاومة الشعبية السلمية ضد سياسة الاستيطان وبناء "جدار الفصل العنصري".

ودعا محمود عباس في كلمته، بان كي مون على العمل السريع لطرح المطلب الفلسطيني أمام مجلس الأمن الدولي، معتبرا أن "ساعة الربيع الفلسطيني قد دقت"، وأعرب عن أمله ألا ينتظر الشعب الفلسطيني الذي عانى 63 عاما من عذابات النكبة المستمرة طويلا لتلبية طلبه.

وأكد عباس على أن "إسرائيل ترفض تحديد مرجعية للمفاوضات تستند إلى الأمم المتحدة وتواصل الاستيطان وتصعده فوق أراضي فلسطين المستقبلية، فالاستيطان يركز في جوهرة على الاحتلال العسكري واستخدام التمييز العنصري وهو تحد للقانون الدولي والإنساني وقرارات الأمم المتحدة وهو سبب فشل عملية السلام".

وتطرق عباس كذلك إلى قضية اللاجئين الفلسطينين، مشيرا إلى أنهم تعرضوا إلى "واحدة من أبشع عمليات الاقتلاع والتدمير والاستئصال في العام 1948 بعد أن كانوا مجتمعا متماسكا كان يسهم في دور ريادي في نهضة الشرق العربي".

ونوه عباس إلى أن الفلسطينيين حريصون على "اعتماد الخيار السياسي والدبلوماسي من خلال القدوم إلى الأمم المتحدة لتحصيل حقوقهم وعدم استهداف عزل إسرائيل أو نزع شرعيتها، وإنما نزع الشرعية عن الاستيطان".

وقال عباس "في وقت تؤكد الشعوب العربية سعيها للديمقراطية فيما عرف بالربيع العربي، فقد دقت أيضا ساعة الربيع الفلسطيني، ساعة الاستقلال"، مشددا على أن "فلسطين تبعث من جديد.. فلتكن جميع شعوب العالم مع الشعب الفلسطيني وهو يمضي بثبات نحو موعده التاريخي مع الحرية والاستقلال... الآن".

وأضاف رئيس السلطة الفلسطينية في السياق ذاته "لا أعتقد بأن أحدا لديه ذرة ضمير ووجدان، يمكن أن يرفض حصولنا على عضوية كاملة في الأمم المتحدة بل وعلى دولة مستقلة".